فيما كان وما سيكون

الجمعة، سبتمبر 18، 2009

فطرة الأبدان:

لم يزل الشيخ سعيد القنوبي الباحث في مكتب الإفتاء في عمان مصراً على أن تكون فطرة الأبدان أو زكاة الفطر حباً من القمح أو الشعير، ولم يزل مصراً على تحريمها أن تُدفع نقداً، وذلك تمسكاً بالسنة النبوية، ومؤكداً بأن الأمر عبادة و"لا ناقش في العبادة".


سوف أنسى بأن هذا لقاءٌ غرائبي آخر بين الإباضية والوهابية، وسأتساءل عن الفتوى نفسها.
أستطيع أن أتخيل أكوام الحب من القمح والبر والشعير التي ستتكدس في بيوت الفقراء بعد يومين أو ثلاث من الآن، حين يحل عيد الفطر.
هذه الأيام هم أحوج يا سيدي لكسوة العيد ولكسوة المدارس ومستلزماتها: ولكن لا نقاش فالأمر عبادة.
كنت سأفهم مسألة العبادة هذه لو كان الأمر بين العبد وخالقه، ولكن لا أفهمه حين يكون الأمر بين العبد والعبد. لماذا لا يأخذ هذا العالم بمقاصد الشريعة كما يسمونها. لماذا يكون على الفقراء المتاجرة بالحَب (وبالحُب) في الأسواق السوداء والبيضاء كي تتحول حبوبهم ولحومهم إلى نقود يوارون بها سوءاتهم.



بمثل هذه الفتاوى يا أيها الشيخ الجليل، لا تتوقع أن يقف العالم عندكم: إن العالم سيتجاوزكم، كما تجاوزكم سابقاً مع فتاوى الفنون والآداب والبنوك والتأمين وغيرها العشرات.
سوف لن أذهب لأشتري حباً لأعطيه من سيذهب ليبيعه ويشتري بثمنه شيئاً آخر.
ولله الأمر من قبل ومن بعد

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

والله صدقت
ما جرنا للتأخر سوى مثل هذا التعنت والغباء الديني باسم الحفاظ على الدين

أشرف المعمري يقول...

اخي الكريم،

تمسك الشيخ القنوبي بمكانه حسب ما أرى.

التمسك بالسنة النبوية هو أمر محمود وليس مذموما. وأنا اتفهم رأي المدون بضرورة النظر في مقاصد الشريعة، ودعنا أخي الكريم نناقش ما طرحت.
- لا توجد لقاءات غرائبية بين الاباضية والوهابية بقدر ما يوجد صدق نية من علماء المسلمين باتباع الدين الحنيف حسب اجتهادهم واسترشادهم بالقرآن الكريم والسنة الشريفة. واني لأستغرب من استغرابك من هذا التلاقي على الرغم من أنه موجود بكثرة للسبب الذي ذكرت آنفا ولكن اعتقد بأن اطلاعك على انتاج هذين المذهبين قليل ولا ضير.

وجوابا على تخيلك بتراكم أكوام الحب أمام بيوت الفقراء، فما يضرك لو أنك تتجه لأحد لجان توزيع زكاة الفطر وتقف على حقيقة الأمر بدل الخيال وتخبرنا بما تجد؟

إن زكاة الأبدان ما هي إلا نوع من أنواع الزكوات، فلماذا لا تترك الزكوات النقدية لتؤدي الغرض الذي تريده من ايجاد نقد لدى الفقراء لشراء مستلزمات العيد وزكاة الأبدان لسد جوع من هم همهم سد جوع أبنائهم وبناتهم. لماذا يجب تحويل كل أنواع الزكوات لزكوات نقدية فقط؟؟

ثم هل تظن بأنا يجب أن نكيف فتاوينا حسب أهوائنا وأهواء العالم حتى يقف عندنا؟؟ أم تظن أن الأولى أن نعي وعيا سليما ما يجب أن نثبت عليه وما يجب أن نتكيف فيه مع العالم؟

كتبته على عجاله فاعذر ضعف ترابط طرحي وتقبل تعليقي بصدر رحب ولك جزيل الشكر.