فيما كان وما سيكون

الجمعة، سبتمبر 18، 2009

من رأى منكم منكراً!!

في حلقة اليوم من "سؤال أهل الذكر" والتي كانت أيضاً عن الإلحاد والملحدين كان مفتي سلطنة عمان يتحدث عن ضرورة التصدي للملحدين، واستشهد، مما استشهد به، بقول النبي محمد: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده...".
النص الكامل للحديث هو:" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم .


هذا الحديث يحتاج إلى وقفة تأمل: بغض النظر عن مفهوم المنكر، دعونا نتناول آلية تغييره التي ينتهجها هذا الحديث، وبالتالي سينتهجها مصدقوه. ولنفترض أولا أمكانية التغيير باليد، لأن علماء الحديث سيقولون بأنه شرطٌ لإحداث التغير. ولنضرب المثال التالي: إذا رأيت ابنك أو ابنتك يدخن سيجارة، أو يشرب الماء في نهار رمضان دون عذر شرعي. كلٌ من الأمرين منكرٌ دون شك، والتغيير باليد (في أكثر الأحوال) ممكنٌ هنا دون شك،. إذا عليك أن تذهب إليه (أو إليها)، وتخطف حبة السجائر (أو كأس الماء)، وتلقي به على الأرض وسيكون من الأنسب لإتمام عملية التغيير اليدوية هذه أن تصفعه على خده صفعةً تدوي لها الآفاق. ومن ثم تستطيع لو أردت أن تنصحه أو ربما تلعنه (حسب المزاج) ليتم التغيير باللسان، ومن ثم تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم (سراً) وذلك أضعف الإيمان: التغيير بالقلب.
والآن: ماذا يقول علماء النفس وعلماء التربية عن هذه الآلية في التغيير، ماذا يقول العقل وماذا تقول الفطرة وماذا يقول مروضو الحمير والبهائم الأخرى.
بل ماذا يقول القرآن: "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن". أين الآية من الحديث؟؟؟
هذا ما يقوله القرآن يا أيها الشيخ الجليل:
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين {وبالملحدين}.
في نفس اللقاء كان الشيخ المفتي يتساءل عن الفوضى التي ستسود العالم إذا لم يتم التصدي للإلحاد والملحدين، مستشهداً بالحديث نفسه ومتكئاً عليه (حديث التغيير باليد)، ولكنه لم يتساءل عن الفوضى والإرهاب والجنون الذي سيسود العالم مع تطبيق حديث كهذا.
التغيير باليد هذا يا سيدي الجليل الذي تدعوننا إليه هو استعارة أو كنايةً عن السوط كما يحدث في بعض البلدان وعن السيوف والرصاص والأحزمة الناسفة.
كما أن العالم مليء بالملحدين والعلمانيين والكفرة والمنافقين، ولكن ضررهم ربما يكون أقل من ضرر أدعياء الدين وحماة الأخلاق، ونفعهم أكبر. وهناك قوانين وسنن وضعها العقل البشري تستطيع أن تحكم كل ذلك...

ليست هناك تعليقات: