فيما كان وما سيكون

الثلاثاء، نوفمبر 17، 2009

بين الإعجاز والعجز


كثيراً ما تفنن مشايخ الإسلام وعلمائه  في قضية "الإعجاز في القرآن". لم يتركوا نظرية أو قانون أو اكتشاف أو حتى ظاهرة طبيعية إلا وأوجدوا لها عرقاً إعجازياً في القرآن: من الإعجاز البلاغي إلى قوانين نيوتن والنسبية وعلم الأجنة والفلك والفيزياء والكيمياء والسياسة والفلسفة والقانون والتربية.

وكثيراً ما كانوا يلون أعناق العلم وأعناق الدين وأعناق اللغة والتاريخ كي يصلوا لما يسعون إليه.

صار الأمر ظاهرة: لها شيوخ طريقة ودراويش ومريدون ومنتفعون ومؤلفات وقنوات ومواقع إلكترونية، ومنظمات وأسواق تدور فيها ملايين الدولارات.

السؤال ليس عن مدى احتمال القرآن لكل ذلك، فقد شبع الموضوع نقاشاً من الفريقين: المع والضد. ولكن عن مسائل أخرى:

1.    لماذا يفعلون ذلك؟ هل هو شعور بالنقص في أنفسهم وفي دينهم وتدينهم لأن التاريخ يتجاوزهم كما تجاوزهم العلم وتجاوزتهم الحضارة؟ هل هو استغلال للمعرفة (حتى وإن كانت معرفة ملوية الأعناق مكسورة الخاطر) في سبيل السلطة والمال والشهرة ومآرب أخرى؟
2.    هل يفعلون ذلك تكبيراً من شأن الدين أم من شأن العلم؟ هل الأديان تحتاج لمباركة العلم، حتى ولو كانت مباركة قسرية، كسباً لمكانتها وديمومتها في العقول والقلوب والجيوب؟ هل العلم محتاج لمباركة الأديان كي يأخذ دوره في الحياة إصلاحاً أو إفساداً، بناءً أو تدميراً؟
3.    ماذا سيقولون لذوي الألباب حين تسقط نظرية من النظريات التي بنوا عليها أمجادهم؟  ألم يحدث ذلك مراراً وتكراراً؟ ولكن لا بد هنا من تسجيل قدراتهم الخارقة على خلق الأجوبة المعلبة والحلول الجاهزة.
4.    لماذا يقضون أعمارهم يتحدثون عن الحيض والنفاس، والمسيار والوناسة، والوطء والخلع، وحادثة السقيفة ومعركة الجمل، وحين يأتي مفكرٌ "كافر"، رهن عمره للعلم، بنظرية أو اختراع، يسرقونه من بين يديه في لحظة خاسرة وينسبونه إلى كتاب لم يحسنوا قراءته؟
5.    لو ثبت وجدود نظرية ما في القرآن، أليس من الأجدر والأجدى في ظل تخلفهم الوجودي أن يتواروا خجلاً وألا يذكروا ذلك، بل وأن يكّذبوا من ادعى وجودها، احتراماً لكتابٍ كان بينهم لأكثر من أربعة عشر قرناً ولم يجدوا فيه ما كان ينبغي عليهم أن يجدوا؟
6.    لماذا لا يحترمون عقول أولائك المحتاجين للدين كونه ديناً لا أقل ولا أكثر؟ لماذا لا يحترمون عقول المشككين والمرابطين على بوابة الحقيقة أكان مصدرها العلم أم الدين لا فرق لديهم؟
7.    لماذا يسرقون الدين من سياقه التاريخي والاجتماعي والتعبدي، ليسقطوا قراءات مغلوطة على سياقات مغايرة؟

أليس من المخاطرة الزج بالأديان والمعتقدات في زوايا ضيقة ومراهنات خاسرة في سبيل انتشاء لحضي قد يذهب ضحيته العلم والدين؟

مثلاً: يقولون للعالم بأن آية: "اقرأ، بسم ربك الذي خلق" إنما نزلت للحض على التعلم والتعليم بمفهومه العصري والنظامي الذي جاء به الغرب؟ وفي نفس الوقت يتفاخرون (لا أدري لماذا وأدعي بأنهم مخطئون) بأن النبي محمد (ص) كان أمياً: لا يقرأ ولا يكتب؟

فأولاً: لماذا إذاً لم يقم النبي الأمي محمد (ص) بتعلم القراءة والكتابة فور نزول الآية؟ علماً بأنها نزلت في بداية البعثة الإسلامية.
ثانياً: ماذا لو تطورت فلسفة المعرفة ليصبح نظام التعليم الحالي (القراءة والكتابة) شيئاً من التاريخ؟ وهذا وارد بالطبع في ظل التقدم المطرد في علم الإدراك والـvirtual Reality.


الخطورة لا تكمن في اهتزاز مصداقية الدين فقط. الخطورة الأكبر في أن يبدأ الدين والعلم كلٌ في توجيه الآخر واستجداءه والتفاوض معه. هذا هو واقع هذا الجزء من العالم، وهذا هو سر التخلف العلمي والديني، والانهزام الحضاري، وهذا هو العجز بعينه وليس الإعجاز كما يدعون..!

قل ما كنتُ بِدْعاً من الرسل وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم إنْ أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين...

هناك 26 تعليقًا:

NONE يقول...

هو عجز وليس اعجاز
فهم ينتقون من القرآن والسنة ما يوافق ما يظنونه العلم
لماذا لا يأتي احد الاعجازيين ليفسر حديث الرسول بأن الشمس تسجد لربها بعد الغروب، وما قيل في القرآن انها تغرب في عين حمئة؟؟؟
ولماذا يصرون ان الكون خلق في سبعة ايام (او ستة) في حين كل الادلة العلمية تدل على ان المسألة ليست كذلك؟
لماذا يأخذون من العلم فوائد بول البعير(كما يدعون على العلم) وفوائد حبة البركة، ويتناسون نظرية النشوء والتطور؟ وان الإنسان لم ينزل بالباراشوت من الجنة
هو عجز كما قلت عزيزي التاريخ، لكن المشكلة انهم يجدون ناقصي عقل يصدقونهم
تحياتي

Muawiya Alrawahi يقول...

أستغفر الله رب العالمين ..
فقد أعجبني المقال .

ولعل هذه معصية ..

صُعْــــلوْكْ يقول...

أقول أبوي التاريخ...

على كثر ما يعجبني إثارتك للمواضيع التي تعجبني هنا.. وعلى كثر ما يعجبني إلتفافك حول الفكرة بسرعة.. وعلى كثر ما يستفزني سعيك ربما لعصف الدماغ أو لإيجاد الثغرات..

على كثر ذلك إلا أن شعور قوي يحالجنى أن أمسك غرشة فيمتو وأصكك بها على راسك.. سامحني بس ماعرف ليش..

على فكرة.. أنا أختلف معك كثيرا رغم إعجابي لما تطرح..

وربما.. أقول كلمة إن سمحت:

التاريخ كله ثغرات (يعني تصور أنته كذلك مثل توم وجيري يوم خشف له جسمه وبعدين لما شرب ماي قام الماي يطلع من ثقوب جسمه)..

قريبا.. سأفرد سلسلة تدوينات عن المشروع العظيم..


عاد سامحني.. ما حصلت غرشة قيمتو فاضية.. باقي نص من رمضان !!

وعلى قولة معاوية، استغفر الله العظيم

تخياتي

غير معرف يقول...

ليس ثمة مخرج ايها التاريخ فهذه التفاهة التي يقتات بها سدنة الدين هي احدى الوسائل الرخيصة لمصادرة الانسان و الاغرب ان بعضهم يدرس في اعرق الجامعات و ربما اطلع على اخطر المختبرات و اشهرها قاطبة و لكنه لا يتورع في البحث بين اروقتها و انابيبها عن وسيلة لدس خرافاته عن الاعجاز العلمي الاسلامي وحتى المسيحي احيانا . عن نفسي اشعر بالغثيان كلما رأيت ذلك " النجار " الذي يسوق بضاعة " مخلعة " تتجلبب باسم الجهالة كلما تقدم العلم خطوة او قفزت المعرفة فلكا . انني اتأمل المشهد من نافذة تطل على حالة مفرطة التراجع في الباكيارد العربي و هي شبيهة بهانج اوفر متواصل منذ عدة قرون في انتظار جودو. شخصيا فقدت يقيني بالخروج من هذا الثقب الاسود الذي يبتلعنا احياء و اموات و لن استغرب ان يطلع علينا احد المصاروة او الجزائريين بإعجاز الخالق في فوز بلاده بكرة السقم

adel يقول...

يقول عز من قائل في كتابه الحكيم (فترى القوم فيها صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية)

إن مثل هؤلاء "الاعجازيون \ العاجزون " كمثل من يريد تربيع الدائرة0
ان الوثوب على كل اختراع او اكتشاف علمي من قبل الاعجازيون والمسارعة الى تزكيته بآية من آيات القران انما هو دليل على عجز الأمة وخذلانها مما يؤكد بان العرب إنما هم فعلا ظاهرة صوتية، وكأن الاختراع العلمي لا يُجاز أو يقر إلا بعد أن ينال بركتنا ومهرنا القرآني0
شاهد اي قناة عربية تجد برامجها عبارة عن ابواق تصدر منها اصوات مزعجة متباينة لا تخرج من اطار النباح او التلاسن، والمتحدث العربي عندما يطل علينا من شاشة التلفاز تجدة يتحدث والثقة تملئوه وكأن الحضارة، وعلومها انقادت طوع أمره مفاخرا بان الاختراع الفلاني او الاكتشاف الفلاني مدون في كتابه منذ ألف عام، ولسان حاله يقول: اختراعكم الجديد خبره قديم عندنا فقضوا ما انتم قاضون0
ان ظاهرة الاعجاز العلمي ما هي الا عاهه أخرى تضاف الى العاهات والامراض التي انتشرت في جسد هذه الامة المنكوبة، وفضولية تقتات على موائد الآخرين، وأصبحنا نمارس فن الصوت الغوغائي بشهوة واستفراغ منادين صباح مساء بانه كانت لنا حضارة وكنا سادة وكنا وكنا ثم بعد ذلك نبكي على الاطلال وننتحب على ضياع الأندلس وفلسطين ، والعراق وأم القيوين و... و..
لن تجد مثلنا من يمتلك مهارة تزويج الكلمات وتلقيحها، والمترقب لحالنا يجدنا كالقط الذي يريد أن يلمس ذنبه (ذيله) بلسانه0

التاريخ يقول...

نور اللادين!

هدئ من روعك سيدي.

فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا..

التاريخ يقول...

معاويةّ

ذلك إعجازٌ أذاً
أشكرك...

محب للإنسانية يقول...

وماذا تقول في ما يسمى الإعجاز العددي في القران؟
للأسف بتفاهاتهم هذه هم يهدمون الدين من حيث لا يدرون...العلم في تطور مستمر ولكن دينهم جامد ويوما بعد يوم تزداد الفجوة بين الإثنين ويزداد عدد من يستخدمون عقولهم التي رهنوها يوما "لأصحاب العمائم واللحى" والأجوبة المعلبة لن تطفيء ظمأ العطشى للمعرفة.

الأفـُولْ يقول...

مقتيس من كاتب المقال:
". لماذا لا يحترمون عقول أولائك المحتاجين للدين كونه ديناً لا أقل ولا أكثر؟ لماذا لا يحترمون عقول المشككين والمرابطين على بوابة الحقيقة أكان مصدرها العلم أم الدين لا فرق لديهم؟"

يا كاتب المقال ماذا تقصد بهذه؟


ما رأيك أن تبحث في المرة القادمة عن الرابط بين العلم والدين. و بخطورة التفريط بينمها. كذلك بالنسبة للسياسة والإقتصاد.


أراك يا سيدي تسيرُ في أفكارك على التاريخ.. وأي تاريخ؟ ما أدراك بصحته.
أدرك بأن تعلم جيدا خطورة التاريخ..

يا ناريخ !

التاريخ يقول...

محب للإنسانية:

الأجوبة المعلبة لن تطفيء ظمأ العطشى للمعرفة.

أوجزت وأبدعت

التاريخ يقول...

أهلاً صعلوك:
ما الذي يعجبك وما الذي لا يعجبك؟؟

وليش غرشة فيمتو بالذات؟؟

التاريخ يقول...

سيدي غير المعرف!

ما أطوله من Hangover
كيف ترى انجلائه ومتى؟؟

التاريخ يقول...

مرحباً بالأفول
نوّرت التاريخ
أقصد بأن الدين إذا كان غاية في حد ذاته، وهو كذلك لبعض الناس، فلا يستدعي وجوده إعجازاً علمياً ولا خلافه. كل ما يستدعيه هو قليلاً من المعجزات والكرامات والدروشة، والترغيب والترهيب.. مثلاً، ما شأن عجوز على حافة قبره أو ربة بيت تعبد الله بصمت منذ سنوات بالإعجاز العلمي في القرآن؟؟
إما إذا كان الدين وسيلة لغاية أكبر، وهو كذلك لبعض آخر من الناس، فالعلم أكبر من أن يختزل في إعجاز مقتضب وموجز في أحدى الآيات الإعجازية التي يدعونها.. كلما اتسعت دائرة العلم ضاقت دائرة الدين.

هل لك توضيح بقية النقاط لطفاً؟
لعلي لم أفهمها جيداً.

الأفـُولْ يقول...

قد قلتَ: "كلما اتسعت دائرة العلم ضاقت دائرة الدين."
وهذا إن كان رأيكَ فهو رأيٌ عجيب. وإن كنت قد سرتَ – كعادتك- في هذه الجملة على التاريخ؛ فقد أخطأت في إختيارك. وحسبك أن تكمل قاعدتك المنقولة من زيف التاريخ المؤرخ من قبل المؤرخين الاثقة بـ :" وكلما اتسعت دائرة الجهل اتسعت دائرة الإختلاف" !

و قد قلتَ أيضاً: "فلا يستدعي وجوده إعجازاً علمياً ولا خلافه. كل ما يستدعيه هو قليلاً من المعجزات والكرامات والدروشة، والترغيب والترهيب.. "
و أقول لكَ: الدين بمجمله معجزة. على اتساع مفهوم الدين بمرور الزمن، وبإتساع رقعة المكان.. يبقى الدينُ معجزة كبرى.. وما يحدث من معجزاتٍ صغرى وكرامات.. إنما هي طرائق صغرى من طريق كبير مؤدي إلى بقعة التنوير.

و قد قلتَ: " ما شأن عجوز على حافة قبره أو ربة بيت تعبد الله بصمت منذ سنوات بالإعجاز العلمي في القرآن؟؟"
وأقولْ: اتفقُ معكْ.

ثم لا داعيْ للإسهاب أكثر في ما قصدتُ. فلعلك قد قرأت من قبل عن العلاقة المهمة بين الدين وبين جوانب الحياة المتشعبة. وليتكَ يا أيها التاريخ... تجود لنا بصحيح التاريخ؛ فتكتب لنا أكثر.

بارك الله فيكْ.
مقالك هذا سأحفظه عندي. فقد أعجبني.

التاريخ يقول...

أهلاً بك من جديد أيها الأفول..
حين أتأمل تاريخ العلم والدين أجد العديد من التساؤلات التي لم يجب عليها الدين بشكل جيد، أو وضع "رجالاته" لها إجابات ناقصة أو مغلوطة.. من بينها تساؤلات في الفلك والفيزياء والأحياء وغيرها. وجاء العلم بإجابات أقرب إلى الصحة. وهذا ما عنيته هنا باتساع دائرة العلم على حساب دائرة الدين.
طبعاً العتب هنا ليس على الأديان بل على رجالات كل دين الذين جعلوا من الكتب الدينية كتباً دنيوية وزجوا بها في أنفاق سببت هذه المعضلة.. لم يكن غرضهم إلا تسويق الدين أو بالأحرى رؤيتهم للدين، ولو على كان ذلك على حساب الدين نفسه.
أرجو أن تتفق معي على هذه الفكرة كي نبني عليها معاً.

تقول "كلما اتسعت دائرة الجهل اتسعت دائرة الاختلاف" وأنا معك في ذلك تماماً. وخذ على ذلك مثلاً أوضاع المذاهب الإسلامية اليوم.
كما أتفق معك بأن الدين معجزة كبرى..فلو لم يكن كذلك لما بقي بشر يعبدون البقر ويتبركون بفضلاته إلى اليوم. ولما بقي بشر يعتقدون بأن عمر الأرض ستة ألاف سنة، وبشر يكفرون من يقول بكروية الأرض.
بقدر ما كانت الأديان معجزات كبرى بقدر ما هي ضرورة نفسية واجتماعية.. أنا فقط أرفض الزج بها في زوايا محرجة كما أرفض أن يتم ذلك على حساب العلم وفي سبيل تسويق الأديان والمفاضلة فيما بينها..
من حق كل إنسان أن يعبد الحجر إذا أراد ولكن ليس من حقه أن يقذف به الآخرين..
تقبل مودتي

الأفـُولْ يقول...

"كلما اتسعت دائرة العلم ضاقت دائرة الدين". في هذه العبارة شأن خبيث. أستطيع أن أقول بأنها تنقص من شأن الدين. وهي تفصل بين العلم والدين. أليس الدين علماً أيضاً؟. والفصل بين العلم والدين خطر كبير..ثم إن الدلائل العلمية تقودنا للعلم. والدلائل الدينية تقودنا للعلم. وذلك يعني إتحاد دائرة العلم والدين معا.
ثم إنك قد قلت :" أجد العديد من التساؤلات التي لم يجب عليها الدين بشكل جيد، أو وضع "رجالاته" لها إجابات ناقصة أو مغلوطة.. "
وأقول: لمَ لا تفكر معي بأنه يجب أن يكون هناك دين شامل لجوانب الحياة، حتى نسميه معجزة. وإنك لو جوجلت في تاريخك لوجدت أن دين الله الإسلام هو أكثر الأديان –على الأقل- شمولية وإعجازا. ولو لم يجب الدين عن بعض التساؤلات –وأغلب هذه التساؤلات هي تفرعات لسؤال كبير قد ورد في ذلك الدين وربما تفاهات أثارها الإنسان في ا لعصر الحديث بحجة أنه يجب أن يفكر ويتجاوز دائرة المخروط!-. يبدو إنني خرجت قليلا عن ما أريد قوله. نعم... ما أريد قوله إننا نحنُ بنو البشر لسنا بحاجة لهؤلاء الرجال، لسنا بحاجة لإراء مغلوطة.. نحن بحاجة لحقائق حقيقة/ واقعية/ منطقية.. نسير عليها.. و يا ترى من أين سنحصل على هكذا حقائق خارقة.. هل من الممكن أن ينتجها عقل عادي؟ طبعاً وقطعاً لا. فلا بد من أن هناك يد أخرى..... خارقة !

اتفقُ معك في أنه يجب عدم الزج بالدين في مواقف محرجة وتافهة.. أتدري لمَ؟ لإنه أقوى من يزج في متاهات لا معنى لها. وأقول أقوى لإنه إن كان دينا حقاً.. فهو لا بد إن يكون معجزة... ولو لم يوجد "تاريخ" صحيح يشير إلى مجده وعليائه،، لما وُجدْ هناك ما يسمى بالمعجزة الدينية في "تاريخ" البشر.

وقد قلت: "من حق كل إنسان أن يعبد الحجر إذا أراد ولكن ليس من حقه أن يقذف به الآخرين.." واحترم رأيكْ هذا.. وأكرر إعجابي بمقالتك الأصلية.

بارك الله فيك.
أختك/ الأفول

التاريخ يقول...

صباح الخير أيتها الأفول:
أعتقد بأنه من المبكر جداً القول باتحاد دائرتي العلم والدين في هذه المرحلة من الحوار. خصوصاً لو سألتك عن أي دين تتحدثين وعن أي مذهب فيه.
أنت تنقلين الحوار من الإعجاز/العجز إلى فلسفة المعرفة. وهذا شيء جيد برأيي. دعيني إذاً أسألك: أيهما يطرح الأسئلة: العلم أم الدين؟ أيهما يجاوب عليها: العلم أم الدين؟ أيهما يضع الخطوط الحمراء أمام التقدم المعرفي (بخيره وشره): العلم أم الدين؟ أيهما يضع الإجابات الجاهزة والحلول المعلبة لتساؤلات العقل: العلم أم الدين؟ أيها يتجدد دائماً وأيهما لو ثبت خطأه يتراجع عن رأيه: العلم أم الدين؟ وهنا أضرب مثلاً بسيطاً: لو تراجع العلم عن نظرية داروين في النشوء والارتقاء بسبب خطأها، هل ستتراجع بعض الكنائس التي تقول أن عمر الأرض يُقاس بآلاف الأعوام؟ أم ستتراجع بعض المذاهب الإسلامية التي كفّرت من يقول بكروية الأرض، أو التي قالت أن الشمس "تغرب في بئر"؟

التاريخ يقول...

مرحبا بك حسين!
يتفق العلم والدين في الغاية: وهي الإجابة على تساؤلات العقل وحل إشكالاته الوجودية وغيرها، ولكنهما يختلفان في الوسائل، وذلك هو الاختلاف بين البنيتين كما ذكرت. هذا الخلاف بين البنيتين أدى إلى الفروق والمفارقات التالية:
1. إجابات الدين نهائية وحتمية لا رجعة فيها، وإجابات العلم أولية تؤمن بتراكمية المعرفة، وتؤمن باختلاف النتائج باختلاف المناهج.
2. إجابات الدين هي "استعراض" لقدرات المفسرين والمحدثين وفرد عضلاتهم على النص الديني، وإجابات العلم تبنى على التجارب والمحاولات، وفرد العضلات على ماهية المعرفة ذاتها دون نص سابق غير النصوص العلمية.
3. إجابات رجال الدين تفترض العلم المسبق والمطلق، وتبنى على منهج أحادي ساكن، وإجابات العلم تفترض سبق الجهل وحدوث العلم، وتُبنى على منهج ديناميكي متحرك.
4. إجابات الدين تأخذ طابع الهبة الإلهية، والعطاء الفوقاني، وإجابات العلم تأخذ مسار أرضي كما ذكرت.
5. بالنسبة لما يُعرف بالإعجاز العلمي فإجابات الدين ما-بعدية: تأتي بعد أن يقدم العلم اكتشافاً أو يحل ظاهرةً ما.
6. إجابات الدين تخدم أغراض تسويقية إيمانية أخروية، وإجابات العلم تخدم أغراض عقلية وإنسانية دنيوية محضة.

شكراً على العبور الجميل..

الأفـُولْ يقول...

هذه بعض الإجابات على الأسئلة المطروحة. وهي لا تعني أنها قطعية. بل هي أفكاري و معتقداتي إتجاه دائرة العلم ودائرة الدين..
و قبل هذا.. أسألكم: ألم تتقاطع هاتين الدائرتين من قبل؟ وما ضرورة التقاطع أو خطورته؟
/

س1: أيهما يطرح الأسئلة: العلم أم الدين؟
ج: العلمْ. وكيف يطرح الدين المعجزة أسئلة، وهو إن كان فعلاً معجزة لا بد أن يجيب على الأسئلة، وليس أن يطرحها.

س2: أيهما يجاوب عليها: العلم أم الدين؟
ج: كلاهما.

س3: أيهما يضع الخطوط الحمراء أمام التقدم المعرفي (بخيره وشره): العلم أم الدين؟
ج: إن كان خيرا أو شرا.. فالدين هو الركيزة التي يجب أن توقف/ تحد/ تضبط/ تشجع العلم. فهو إن كان معجزة فلا بد أن يكون ذا سلطة تامة تمكنه من غلق الأفكـار المغلوطة والتي لا تجلب النفع والفائدة لبني البشر، أو أن تمكنه سلطته من فتح باب العلم والبحث والتيقن لتحقيق الإعمار والفائدة الحقيقية من الوجود على هذه الأرض. وهو إن كان معجزة حقاً ً... فلا بد أن يعرف الخطير أو النافع من العلم؛ حتى يوقف أو يشجع الناس عليه.

س4: أيهما يضع الإجابات الجاهزة والحلول المعلبة لتساؤلات العقل: العلم أم الدين؟
ج: كلاهما. فالدين مكمل لدائرة العلم، والعلم مكمل لدائرة الدين. قد تكون دائرة العلم أقوى من دائرة الدين لدى البعض؛ والسبب البسيط والمنطقي الذي قادهم وربما ما زال يقود البعض إلى التفكير بذلك، هو أن العلم يستندُ إلى الحقائق والتفكير العقلاني الواضح.. أما الدين فهو أمر خارج عن الإرادة، و بوسع الفكر الإنساني التفكير فيها وتدبره، لكنه لعظمته و سماويته لن يتمكن الإنسان العادي أو حتى الخارق من الإحاطة بمفاهيمه. وقد نرى أن أغلب أفكار العلم واضحة جلية.. فيما أفكار الدين غامضة وأغلبها غير مفسرة... فلم يا ترى ؟

س5: أيها يتجدد دائماً وأيهما لو ثبت خطأه يتراجع عن رأيه: العلم أم الدين؟
الدين لا يتجدد.. فقوانينه يجب أن تكون واحدة، حتى يسود العدل أمام شعوب جميع الأمكنة والأزمنة. أما ما نرى من مسائل وتساؤلات جديدة.. فهي لا تعني وجوب الجدة في الدين، بل إنها تعني ضرورة الإستناد إلى الفكرة الأصلية للدين و إحاطتها من جميع الجوانب، ومن ثم القياس والإجتهاد في المسألة الجديدة والمستحدثة تماشياً مع تطورات العصر الجديد والمستحدث.
أما العلم فهو متجدد. وهذا واضح جلي. يعني صحيح الأفكار الرئيسة ثابتة. وقد نقول هاهنا بأنه ثابت و غير متجدد.. لكن ألم نسمع بعبارة : " كل شيء ثابت ما عدا التغيير" ؟؟
الدين إن كان معجزة حقا لما أخطأ و تراجع. وهنا يجب أن نتوقف لبرهة لنتسائل، ما هو الدين؟ ومن أوجده؟ ولمن؟ وهل هو قابل للخطأ؟ ولم؟ وأي الأديان نقصد و نتحدث؟
أما العلم فهو مجبور على التراجع أو التقدم. لإنه علم مستند على التجارب المحسوسة والغير محسوسة. ومنطقيا لا بد للعلم من التراجع إن أخطأ.. حتى يكون علما حقا.

حسناً.. إذا إختلاف الإجابات أعلاه، هل يعني أن العلم والدين مختلفان؟ ولكل مقصده و موجده؟ أقول " أن العلم والدين، طريقان يقودان لباب واحد، وهو باب التنوير البشري ! "


س6: لو تراجع العلم عن نظرية داروين في النشوء والارتقاء بسبب خطأها، هل ستتراجع بعض الكنائس التي تقول أن عمر الأرض يُقاس بآلاف الأعوام؟
ج: إن كان الدين قد بنى أفكاره على فكرة زائفة فلا بد له من الزوال والإنقراض. (ربما تابعتم برنامج أجندة مفتوحة على قناة البي بي سي اليوم، حيث كان يتحدث عن هذه النظرية الحيوانية).


س7: أم ستتراجع بعض المذاهب الإسلامية التي كفّرت من يقول بكروية الأرض، أو التي قالت أن الشمس "تغرب في بئر"؟
ما علينا من المذاهب. فنحن نسير على الحقائق... الحقائق... ولسنا بحاجة لأراء وتكفير و تفكير من قِبل من " لا مشرّق ولا مغرّب لهم".


بالنسبة لـ هرطقات.
اتفق معك في النقطة 1.
النقطة 2. لا يجب أن تسير يا سيدي على مسلمين اليوم بأجمعهم. ثم إنه لو تغابى مسلم منهم. فهل تعمم صفة الغباء على جميع المسلمين بإختلاف أجنحتهم التي حطت في أزمنة و أمكنة ذات إختلاف واضح قادهم إلى التشتت والضياع.
وثالثا/ أتفق معك أيضاً. فحري بالمسلمين والعلماء أن يتحركوا ويناضلوا، لا أن يفتحوا أفواههم و "يبقبقو" في ما لا حاجة لنا فيه !

أطلب منك سيدي التاريخ أن تبحث لنا في تاريخك عن معنى الدين. و فائدته.


طابت لياليكمُ الشبه آفلة ..

التاريخ يقول...

محب الإنسانية
مرحبا بك من جديد.

أنقل لك رؤية الزميلة في الحوار "الأفول" بلغة أخرى، متمنياً سماع رأيك:
ألا يمكننا القول بأن الأديان هي فلسفة كذلك، ولكن من نوع آخر؟ فلسفة تطرح الأسئلة ولكن تلزم نفسها وجوديا وأخلاقيا بالعثور على الأجوبة بدلا من أن تترك أتباعها يضيعون بين أمواج لا تنتهي من التساؤلات والتخبط العشوائي في الملكوت الذي يفترض أن يكون ملكوتا رحماناً..
متى تنغلق نهايات العلم، وأي حدود العقل البشري؟ أليست الأديان سلطة علوية مسئولة عن مسيرة العقل والعلم توظيفاً لما يخدم الداريين؟
ألم يشطح العقل البشري بعيداً في اختراعات ضرت بالأرض وبالإنسان وبالحيوان وبالنبات؟
ألم تنشأ حروب بين الأمم باسم نظريات وفلسفات من صنع العقل البشري..
"ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض.."

تقبل محبتي

التاريخ يقول...

مرحباً بك يا الأفول:
1. شكراً على الحوار الطيب.
2. لا بد من الاتفاق على مفهوم أولي للدين هنا كي يستمر الحوار بشكل جيد، هل هو الإسلام مثلاً، أي مذهب من مذاهبه، أي نسخة منه، أي مرحلة تاريخية؟
3. يبدو من كلامك أنك لا تعترفين بالمسيحية كدين مثلاً إذ تقولين في معرض كلامك عنها: "إن كان الدين قد بنى أفكاره على فكرة زائفة فلا بد له من الزوال والإنقراض". كما أنك لا تعترفين بالمذاهب الإسلامية، إذ تقولين عنها: " ما علينا من المذاهب. فنحن نسير على الحقائق... الحقائق... ولسنا بحاجة لأراء وتكفير و تفكير من قِبل من " لا مشرّق ولا مغرّب لهم".
4. ثم من تعنين بقولك "نحن" هنا، إن لم يكون الحديث عن مذهب بعينه؟؟
5. إذا كان الدين لا يتجدد كما تقولين، فكيف يستطيع أتباعه تشكيل مبادئهم العقائدية والفقهية في قضايا متجددة كالقضايا العلمية والاقتصادية مثلاً؟؟
6. سؤال أخير، قد يبدو خارج الموضوع، ولكنه ليس كذلك: إذا كان الدين يوجه جموح العقل بناءاً على مصلحة لا يعلمها إلا الله، فلماذا طرحُ الأسئلة أصلاً؟ أعني، مثلاً، إذا كان الله لا يريد للعباد أن يتساءلوا عن ماهيته وكنهه (أي الله)، فمن خلق السؤال في العقل أصلاً؟؟
7. هل يفكر العقل خارج حدود الله؟، وهو القائل "والله خلقكم وما تعملون"، وليس التفكير إلا عمل مخلوق من مخلوقات الله كما تعلمين.

الأفـُولْ يقول...

صبـاح .. ,

2. لا بد من الاتفاق على مفهوم أولي للدين هنا كي يستمر الحوار بشكل جيد، هل هو الإسلام مثلاً، أي مذهب من مذاهبه، أي نسخة منه، أي مرحلة تاريخية؟
ج: بالفعل هذا هو السؤال الذي يجب أن يتفق عليه طارحي الأسئلة الفكرية والفلسفية. حتى نقترب من دائرة الغيبيات في الدين... لا بد من معرفة مفهوم الدين. وأي دين نقصد. وكما قلت أيضا في أي المراحل الزمنية نقصد؟. ولماذا هذا الدين بالذات.
إن كنا سنتحدث عن دين. فلا بد أن نتحدث عن الدين الباقي في زماننا حتى الآن. سنتحدث عن أكثر الأديان تأثيراً في تاريخ البشرية. وهنا.. وبإتساع محيط الأديان، وبقاء صداها في عصرنا الحالي؛ بالرغم من قدم فكرة الدين، وأزليتها.

3. يبدو من كلامك أنك لا تعترفين بالمسيحية كدين مثلاً إذ تقولين في معرض كلامك عنها: "إن كان الدين قد بنى أفكاره على فكرة زائفة فلا بد له من الزوال والإنقراض". كما أنك لا تعترفين بالمذاهب الإسلامية، إذ تقولين عنها: " ما علينا من المذاهب. فنحن نسير على الحقائق... الحقائق... ولسنا بحاجة لأراء وتكفير و تفكير من قِبل من " لا مشرّق ولا مغرّب لهم".
ج: وهل بنى دين المسيحية الأول أفكاره على فكرة زائفة؟ وهنا دعني أسألك: متى بدأ دين المسيحية؟ ولم هو أكثر الأديان إنتشارا حتى الآن؟ وحري بنا أن نجوجل في تاريخ المسيحية.. ونكتشف إنتصاراته كعقيدة.. ثم برأيك.. إن كان دين المسيحية كامل وشامل، لماذا أرسل لنا الرب ديناً آخر بعده؟. وهنا. اطرح مثالا هنا.. شأن المذاهب الإسلامية، و خزعبلاتها التي أدت إلى التفرقة بين الوحدة الإسلامية.. هل هذا يعني فشل الدين الإسلامي؟؟ هل نقول بأن ضعف المسلمين/ المسيحين أو أي فئة أخرى من بني البشر طبقت الشريعة خطأ.. أدى إلى ضعف التطبيق و ضعف الشريعة.. هل هذا يعني ضعف فكرة الدين؟ قطعا لا.


4. ثم من تعنين بقولك "نحن" هنا، إن لم يكون الحديث عن مذهب بعينه؟؟
ج:نحن. أنا وعقلي و روحي ونفسي !

سأعود للإجابة على باقي أسئلتك..
وعسى أن نستفيد شيئاً من هذا.

محب للإنسانية يقول...

مرحبا عزيزي التاريخ...
الدين نشأ من رحم الفلسفة حينما كان "العلم" بأدواته المختلفة لم يتطور بعد. مصلحين وفلاسفة عظام أمثال كونفيشيوس وبوذا اخترعوا اديانهم لتطوير مجتمعاتهم إنسانيا وإجتماعيا. فالدين هو ممارسة ومعتقدات كان اهداف الدين في بدايته إيجاد تفاسير للوجود والظواهر الطبيعية وتنظيم العلاقات الإنسانية. غير مافتئ هذا الدين لاحقا ليتحول الى هدف بدلا من وسيلة وليكون وبالا على الانسانية حيث عذب واحرق وشرد وقتل واسر المليارات من البشر على مر التاريخ بإسم الدين هذا. الدين إنحرف عن هدفه الاصلي وهو التنوير الى "السلطة المطلقة".
العلم ليس غاية بل وسيلة من الوسائل لايجاد حلول ولإنتاج المعرفة. والعلم ضرب الدين في مقتل حينما إستطاع إيجاد حلول وتفاسير منطقية لما كان ينسبه الدين للمجهول. العلم يتماشى مع التطور الطبيعي للبشر والطبيعة بعكس الدين الذي يغلق اتباعة في بوتقة زمنية محددة هي غالبا ثقافة الإطار الزمني الذي أسس فيه.
كان الناس بحاجة سابقا للدين لتنظيم تعاملاتهم مع بعضهم ولفهم الكون والطبيعة من حولهم. غير ان ذلك الفهم لم يكن فهما تجريببيا بل معتقدات ونظريات لمؤسسي تلك الاديان بناء على قرائتهم الذاتية للوجود.
العظيم في العلم انه ليس ملكا لاحد وليس حكرا على جنس او لون او فئة بشرية بل متاح لاي احد كان يملك ادواته. والجميل في العلم انه يبني معرفة تراكمية لا نهائية ولاحدود للاسئلة التي يطرحها ولا يوجد حدود ايضا للمعرفة التي ينتجها بعكس الدين الذي يغلق العقل البشري في غرفة مظلمة ويترك المفتاح بيد الكهنة ورجال الدين يدخلون فيها ما يشائون ومن يشائون ويخرجون منها ما/من يشائون!

ان اول شرط في الدين هو الإعتقاد وهو "غلق العقل" اي التسليم بحقائق معينة (كانت صح ام خطأ) ثم بعد ذلك يتم غلق العقل حتى لا يخرج ابعد من ما يقدمه له الدين من اسئلة واجوبة. اما العلم فشرطه الأول هو "الشك" و"الفضول" وعدم التسليم والإعتقاد بأي فكرة إلا اذا ثبتت بالتجربة والقياس صحتها وستظل صحيحة حتى يثبت العلم مرةاخرى انها خاطئة...وهكذا هو في تطور مستمر.

غير معرف يقول...

حكم المرتد في الدنيا
1. يُفرَّق بينه وبين زوجته، فإن تاب قبل انقضاء عدتها رجعت إليه، وإن انقضت عدتها قبل أن يتوب تبيَّن فسخ النكاح منذ ارتداده، سواء كانت ردته قبل الدخول بها أوبعد الدخول.
2. يُمنع من التصرف في ماله، وينفق منه على عياله، وتقضى ديونه.
3. لا يرث، ولا يورث، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يرث المسلمُ الكافرَ ولا الكافرُ المسلمَ"21، ويكون ما تركه فيئاً لبيت مال المسلمين، ومن أهل العلم من قال لورثته.
قال القرطبي عن ميراث المرتد: ميراث المرتد لورثته من المسلمين، وقال مالك، وربيعة، وابن أبي ليلى، والشافعي، وأبو ثور: ميراثه في بيت المال).
والراجح ما ذهب إليه مالك والشافعي ومن وافقهما أن ميراثه لبيت مال المسلمين، للحديث: "لا يرث المسلمُ الكافرَ.."، وينفق على عياله من بيت مال المسلمين.
4. يُقتل المرتد من غير استتابة إن قُدِر عليه، إذا كانت ردته مغلظة، لأن الردة تنقسم إلى قسمين:
•مغلظة، وهي ما تكون مصحوبة بمحاربة الله، ورسوله، وأوليائه من العلماء العاملين، وعداوتهم، والمبالغة في الطعن في الدين، والتشكيك في الثوابت.
•ومجردة، وهي التي لم تصحب بمحاربة ولا عداوة ولا طعن وتشكيك في الدين، وكل الآثار التي وردت في استتابة المرتد متعلقة بالردة المجردة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (إن الردة على قسمين: ردة مجردة، وردة مغلظة شرع القتل على خصوصها، وكلاهما قد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، والأدلة الدالة على سقوط القتل بالتوبة لا تعمُّ القسمين، بل إنما تدل على القسم الأول ـ الردة المجردة ـ كما يظهر ذلك لمن تأمل الأدلة على قبول توبة المرتد، فيبقى القسم الثاني ـ الردة المغلظة ـ وقد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، ولم يأت نص ولا إجماع على سقوط القتل عنه، والقياس متعذر مع وجود الفرق الجلي، فانقطع الإلحاق، والذي يحقق هذه الطريقة أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ولا إجماع أن كل من ارتد بأي قول أوبأي فعل كان فإنه يسقط عنه القتل إذا تاب بعد القدرة عليه، بل الكتاب والسنة والإجماع قد فرَّق بين أنواع المرتدين).23
قال في "نيل المآرب في تهذيب عمدة الطالب: (ولا تقبل في الدنيا توبة من سبَّ الله تعالى، أورسوله، سباً صريحاً، أوتنقصه، ولا توبة من تكررت ردته، بل يقتل بكل حال، لأن هذه الأشياء تدل على فساد عقيدته).
5. يتولى قتله الإمامُ أومن ينوب عنه.
6. لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.

غير معرف يقول...

سيدي أنصار السنة والسلف الصالح:
يبدو أنك نسيت، أصلحك الله، الحكم السابع وهو أن عمله يبطل، نحو حجة الإسلام، كما نسيت أن تذكر لنا حكم المرتد في الآخرة كما ذكرت حكمه في الدنيا!

محب للإنسانية يقول...

الى انصار السنة أنظر الى اخلاقك الرفيعة التي جعلتك لا تكلف نفسك حتى كتابة مصدر ردك المنقول من هنا:
http://www.tawhed.ws/r1?i=6378&x=eg3hwksu