فيما كان وما سيكون

السبت، ديسمبر 12، 2009

الإسلام والرق وتوظيف اللون


تناول الإسلام ظاهرة الرق بأكثر من أسلوب وعلى أكثر من مستوى؛ من بينها:
1.    في الدية والقصاص "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ ...".
2.    في التكاليف والعقوبات: فمثلاً عورة الحرة ليست كعورة الأمة، ولباس الحرة ليس كلباس الأمة، وعدة الحرة ضعف عدة الأمة. والإماء المحصنات، إذا أتين بفاحشة "فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب".
3.    في النكاح: الأمة والعبد لا يتزوجان إلا بإذن السيد الحر. أما الحر فله أن يتملك أي عدد شاء من الإماء، وموضوع الاستئذان هنا غائب تماماً فقهياً كون العبد سلعة لا أقل ولا أكثر.
4.    عتق الرقاب في الخطايا: يرى البعض أن في ذلك تدرجٌ في إلغاء الرق، بينما يمكن المجادلة بأن في ذلك تثبيتٌ له. فالعتق يُطرح هنا كعقوبة دنيوية عن خطيئة بعينها. والعقوبة تعني ضمناً التضحية بما نحب، وفي ذلك ترسيخ ضمني للعبودية كظاهرة "محبوبة" ينبغي المحافظة عليها. فإذا كان الحر سيخسر عبداً عن خطيئة ارتكبها، كالجماع في نهار رمضان، فعليه التزود بأكبر عدد ممكن من العبيد، تحسباً لمثل هذه الخطايا، بل وربما استمراءً لمثل هذه الخطايا. (هل الحكم بعتق الرقبة جاء للحث على الغزو والسبي لا لإلغاء الرق؟)
5.    السبي وملك اليمين في المغازي الإسلامية كما اتضح أعلاه.
6.    تقديم العبيد كهدايا: فعن ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت: "أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي؟" قال: "أو فعلت؟ " قلت: "نعم" قال النبي صلى الله عليه وسلم" أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجركمتفق عليه.

يمكن القول بأن هذه الأساليب في طرح مسألة الرق في الإسلام هي أساليب اجتماعية وفقهية يحكمها سياق تاريخي. بيد أن هنالك أسلوب مغايرٌ تماماً. أسلوب ربما يكون أقواها وأرسخها لأنه يعتمد على ما سأسميه تجاوزاً "اللغذهنية". وهو، بتبسيط شديد، أسلوب لغوي-ذهني: يستخدم اللغة في إسقاط مفهوم بعينه على مفهوم آخر، وهو هنا تحديداً توظيف اللون في القرآن، كما جاء في قوله تعالى "يوم تبيّض وجوه وتسوّد وجوه". اللغة هنا لا تقف عند حد الوصف ولا عند البعد التاريخي للرق ولا يبدو بأن بينها وبين الرق أي علاقة أصلاً. وهنا تكمن الخطورة، فالآية تعمل، تحت مستوى وعي القارئ، على بناء وترسيخ مفاهيم ذهنية محددة بإسقاط "مفهوم" اللون الأبيض على الخير والخيريين، وإسقاط "مفهوم" اللون الأسود على السوء والمسيئين. فالآية لا تقول بأن ذوي الوجوه السوداء هم أصحاب النار ولكنها تقول بأن أصحاب النار وجوههم سوداء. والآية لا يمكن قراءتها في سياق مرتبط بالرق، ولكنها تستعير ضمناً مفهوم الرق بأكمله لتبني به مفاهيم الخير والشر والثواب والعقاب .

اللون هنا استعارة: والآية تُحمّل اللون الأسود أو تبني به مفاهيم القبح والبغض والشر والدونية والإقصاء من الرحمة الإلهية، وتبني من اللون الأبيض مفاهيم الجمال والمحبة والخير والعلو والقرب من ملكوت الله.
ونجد هذا الأسلوب راسخ ذهنياً وسائد اجتماعياً وموظفٌ لغوياً في قولنا مادحين "بيّض الله وجهك"، وقولنا ذامين "سود الله وجهك"، (تُرى ماذا يقولون في السودان؟).
  
خطورة الأسلوب اللغذهني هذا تكمن في استعصائه على المعالجة كونه يمر تحت مستوى الوعي وتحت رادارات التقدم الحضاري والتسلسل التاريخي للأحداث. فجميع الاطروحات التي سبقت يمكن تجاوزها وحلحلتها بأساليب مختلفة كالدخول في قضايا الناسخ والمنسوخ، والمكي والمدني، وأسلوب "ذهبت طائفة"، والضعيف والصحيح، وتأريخية النص. وفي أضعف الأحوال يمكن معالجة القضية بمجموعة من القوانين الوضعية، والبرامج الاجتماعية والسياسية التي تحارب التفرقة على أساس العرق أو اللون أو الجنس. ولكن الأسلوب الذهني راسخ تناقلته الأجيال تحت مستوى القدرة على التغيير كونه تحت مستوى الوعي.





سيري ببطءٍ، يا حياة،
لكي أراك‏ بكامل النقصان حولي.
كم نسيتك في خضمّك باحثاً عنّي وعنك.
وكلّما أدركت سرّاً منك قلت بقسوةٍ: ما أجهلكْ!‏
قلْ للغياب: نقصتني وأنا حضرت ... لأكملكْ!‏




هناك 24 تعليقًا:

محب للإنسانية يقول...

لو كان احد أهداف الإسلام إلغاء الرق والعبودية, الا تعتقد ان أكثر من 1400 سنة كافية لتنفيذ ذلك الهدف؟
ولماذا الى هذه اللحظة لا تزال المجتمعات الإسلامية هي من أكثر المجتمعات "عنصرية" تجاه السود؟
لماذا لم تستوعب المجتمعت الإسلامية وخصوصا المجتمعات العربية وتحديدا الخليجية المفهوم الإنساني للتعامل مع "عاملات المنزل" والسائقين والمزارعين, بل رغم انهم يعملون بأجر إلا انهم يعاملون كمعاملة الرقيق والعبيد ولا تجد هذا السلوك حاضر في المجتمعات الغير إسلامية؟
هل يمكن مثلا في مجتمعاتنا الإسلامية ان يتقلد رجل أو إمراه أسود/سوداء منصب رئيس الدولة؟

غير معرف يقول...

"ان الذين يودون ان تشيع الفاحشة في الذين امنو لهم عذاب اليم في الدنيا والاخره"

كلامك مردود عليك .
تبتغي الشهرة والتطاول على دين الله . وبأبى الله إلا أن يظهر دينه ، وستفنى أنت ةوآراءك ويبقى دين الله إلى أبد الآبدين .
نسأل الله لك الهداية ولا تأخذك العزة بالإثم

عماني يقول...

المأسف يا صاحب الرد أعلاه أنك تركت الفكرة وهاجمت صاحبها..
ما هكذا نختلف في الآراء، وما هكذا نصلح بعضنا بعضاً.

قد أختلف مع صاحب المدونة في بعض الأمور أو في الأسلوب ولكن لاأنكر ان هناك صحة في الأفكار وجمال الطرح.
هل عند رد على ما جاء من أفكار إذا كنت قد فهمتها؟

غير معرف يقول...

لغير المعرف بعد إذن التاريخ :

تو من هين الرجال يبغى الشهرة وهو يدون بإسم رمزي .

وبعدين هو مش مؤمن بالعذاب الأليم إللي تهدده بيه فريح نفسك .

وتأمل في كلامه يمكن يعتقك من أوهامك .

adel يقول...

نشكر التاريخ على طرحه الجسور الذي يهدف إلى إماطة اللثام عن المبهم المشتكل، وأنا اتفق مع التاريخ فيما تفضل به.
قبل الإسلام وبعده كانت ظاهرة العبودية منتشرة في جميع شعوب العالم آنذاك، والعبودية محور حياة تلك الشعوب من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وظاهرة العبودية هي نتاج حركة الحروب فيما بين الشعوب او القبائل، وكذلك العبودية جاءت تلبية للحاجة النفسية للإنسان القوي المحارب.
ربما أوضح نقطة بأن العبودية لم تكون في السودان من الناس بل كانت في الحمر والبيض والسمر ( الرمان – الفرس ـ العرب) ، ولنستشهد بحادثة إهداء المقوقس مارية القبطية للنبي محمد (ص) التي تؤكد بأن إهداء الجواري والعبيد عادة الشعوب في ذلك الوقت وليست عادة عربية خالصة بل هي عرف إنساني معترف به في تلك المجتمعات .
ولنا في حروب القبائل العربية فيما بينها خير شاهد على إن الأسر والعبودية عادة حرب( وقحة) الهدف منها إلحاق الذل للمغلوب أولاً، وثانيًا استخدام المأسور في مآرب الحياة النفعية كالتمتع إن كانت جارية أو خادم إن كان رجلا ، ويقول زهير عندما أسر المهلهل :
أين الفرار من حذر الموت إذا يتّقون بالأسلاب
إذ أسرنا مهلهلًا وأخاه وابن عمروٍ في القيد وابن شهاب
وسبينا من تغلب كلّ بيضاء رقود الضحى برود الرّضاب
حين تدعو مهلهلًا يال بكرٍ أهذي حفيظة الأحساب
ويحكم أبيح حماكم يا بني تغلب أنا بن رضاب
وهم هاربون في كلّ فجٍّ كشريد النعام فوق الرّوابي
واستدارت رحى المنايا عليهم بليوثٍ من عامرٍ وجناب
فهم بين هاربٍ ليس يألو وقتيل معفّر في التراب
فضل العزّ عزّنا حين نسمو مثل فضل السماء فوق السحاب
ومن قراء التاريخ اليهودي يجد أكبر حادثة أو أهم حادثة في تاريخ اليهود هي حادثة الأسر البابلي لليهود.
الدين حاول أن يحد من حركة العبودية في النظام الإنساني ولكن للأسف لم يوفق في ذلك، والدليل على ذلك استمرار العبودية بعد ظهور الإسلام حتى يومنا هذا، وخير دليل على ذلك العهد الأموي والعباسي والعثماني الذي بلغت الجواري في قصور الأمراء المئات والعبيد كذلك، بل تطرف الأمر في ذلك الوقت إلى خصي العبد وحرمانه من فطرته.

ويقول سبارتاكوس العظيم قائد ثورة العبيد في روما كلماته الأخيرة(17 ق):

يا قيصرُ العظيم: قد أخطأتُ... إني أعترِفْ
دعني – على مِشنقتي – ألْثُمُ يَدَكْ
ها أنا ذا أقبِّل الحبلَ الذي في عُنقي يلتفُّ
فهو يداكَ، وهو مجدُك الذي يجِبرُنا أن نعبُدَكْ
دعني أُكَفِّرْ عنْ خطيئتي
أمنحكَ – بعد ميتتي – جُمْجُمَتي
تصوغُ منها لكَ كأسًا لشرابِك القويِّ
... فإن فعلتَ ما أريدْ
إنْ يسألوكَ مرةً عن دَمِيَ الشهيدْ
وهل تُرى منحتَني "الوجودَ" كي تسلُبَني "الوجودْ"
فقلْ لهم: قد ماتَ... غيرَ حاقدٍ عليَّ
وهذه الكأسُ – التي كانتْ عظامُها جمجمتَه –
وثيقةُ الغُفرانِ لي
يا قاتلي: إني صفحتُ عنكْ
في اللَّحظةِ التي استرحتَ بعدَها منِّي
استرحتُ منكْ
لكنني... أوصيكَ – إنْ تشأْ شنقَ الجميع –
أن ترحمَ الشجرْ
لا تقطعِ الجُذوعَ كي تنصبَها مشانق
لا تقطعِ الجُذوعْ
فربما يأتي الرَّبيعُ
"والعامُ عامُ جوعْ"

التاريخ يقول...

محب الإنسانية
تحياتي ومحبتي..!
ظاهرة التعامل مع "عاملات المنازل" في الخليج تحديداً أملتها حالة الانتفاخ النفطي التي يمر بها الإنسان الخليجي المعدم جوهراً والمنزوع قسراً من رحم الصحراء والمقذوف عنوة إلى ضفاف الحضارة المادية.. وإلا ما هي البدائل عن الناقة والخيمة والشاة والحلب والصر والترحال والحروب القبلية الطاحنة غير ما نشهده ونشهد عليه.
مناصب رئاسة الدولة في المنطقة مناصب متوارثة. بالتالي يصبح سؤالك في غير محله.

التاريخ يقول...

غير معرف الأول:

شكراً على الدخول.
1. ما علاقة إشاعة الفاحشة بالموضوع؟؟
2. "كلامك مردود عليك!": أين الرد.
3. شكراً على الدعاء. هدانا الله وإياكم.

التاريخ يقول...

عماني
أشكرك، وحفظك الله عمانياً دائماً...

التاريخ يقول...

عادل

طرح رائع وشمولي ومتزن كالعادة.
أشكرك عليه.
لماذا برأيك لم تستطع الأديان القضاء على الظاهرة؟

غير معرف يقول...

http://benaleiman.blogspot.com/

adel يقول...

شهادة اعتز بها .
أما عن سؤالك لماذا الأديان لم تستطع أن تقضي على العبودية .
الأديان لم تأت لكي تقضي على السلوك الخاطئ لدى البشر، وإن اعتقدت الأديان ذلك فهي تخالف الواقع لاشك .
الأديان تحاول أن تصحح المفاهيم الخاطئة؛ قد تستطيع أو قد لا تستطيع قد يقبل البشر منها الحلول وقد لا يقبلون .
على مر تاريخ الإنسان تجد بأن دينه يحثه على فضائل الأخلاق ونبذ الرذائل فهل وفقت في ذلك فعلا؟ الجواب طبعاً لا. للأسف ! أو إلى حد ما نسبيًا إذا كُنا من فئة المتفائلين .
إن الدين يحاول، ولكن ليس من الضرورة ينجح، يتلقى الإنسان نداءان، أحدهما داخلي، وهو الأقوى والخارجي هو الأقل قوة ، فالداخلي نداء الحاجة والضرورة من أجل العيش وفق إملاء البيئة المحيطة للإنسان ، والخارجي ندا الوعظ الديني والتقويم فالنداء الداخلي إلحاح نابع من المصدر والنداء الخارجي إلحاح خارجي داخل إلى المصدر، وهناك حالات استثنائية في بعض الناس تعود كذلك للضرورة والتكوين كثير من الناس محتاجة إلى الدين وإملاءاته ليس لأنها تراه هو الطريق الصحيح بل لأنها هي تريد ذلك أو مضطرة إلى ذلك أو يوافق هواها، أو وإنها عاجزة عن معرفة تناقض ذلك (الدين)، أو إن إملاء البيئة يريد ذلك.
الخلاصة بان الفكرة تنجح ليس لأنها جيدة بل لان هناك أيدي تعمل وأبواق تُنظًر

غير معرف يقول...

عادل :
تقول أن الفكرة تنجح لأن هُناك من يريد لها أن تنحج .
وتعيب على الذين يتمسكون بالدين بانهم يتبعونه ليس بعقلانية !!!

أقول لك مهلا ، وخذ انت الامور بعقلانية سيدي .

غن كُنا نحن المؤمني بالله نخالف هوانا ولا نتبع المصدر الداخلي ، بل نتبع ما يمليه علينا ديننا وهي الاوامر الداخلة إلى المصدر حسب تعبيرك ، فلما لا يؤكد ذلك أننا بإتباعنا شرع الله إنما نحاول جاهدين أن نهزم المصدر الداخلي برغباتيه الشهوانية عكس من يتبع إلاهه هواه كـ:"الإلحاديون مثلا"؟!!!!

عادل لا أدري مع أي الفريقين انت ؟ هل مؤمن أم إلحادي ؟ ولكني أشم من كلامك أنك تنتقد الدين لمجرد رغبتك في الإنتقاد !! وانت تظن خطأ أنكسائر بذلك في الطريق الصحيح !!!

يجب أن تقرأ أكثر وتتعمق أكثر في الأمور الدينية لتعلم الصواب من الخطأ .

بالأخير أحيي فيك ثقافتك وأتمنى أن تزيدها من مصادر جميلة ومفيدة وممتزنة .


أختك

الثريا يقول...

مرحبا أخي التاريخ .
لم توفق في إختيار عنوانك ولا الموضوع سيدي .

يبدو أنك لم تقرأ عن دول الغرب والتمايز العنصري لديهم في مسألة اللون . وأنت دائما ما ترمي سهامك على الدين الإسلامي فحسب!!!

لتعلم أيها العزيز ان الدين الإسلامي حارب العنصرية .

ولتعلم أن في أمريكا إلى وقت قريب كانت هُناك جامعات للبيض يُحرم على السود دخولها مهما كانوا متفوقين .
وللسود جامعات خاصة بهم !!!

وهذا إعتراف قاله أحدهم على في لقاء تلفزيوني ، كان يبين فيه سبب دخلوه الإسلام ، لان الإسلام لا يفرق بين الابيض والأسود في المعاملة . بينما في أمربيكا عانوا جدا من ذلك الأمر .

على النقيض من ذلك قال عمر بن الخطاب حين حرر أبو بكر بلال بن رباح من الرق :"أبو بكر سيدنا وححرر سيدنا "

وغيرها من الشواهد التي تدل على عظمة الدين الغسلامي في المساواة بين البشر، وأذكر لك حديث الرسول عليه السلام :" لا فرق بين عربي ولا أعجبي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى "

والناس سواسية كأسنان المشط .

ذلك الأمر يا سيدي لا دخل للدين الإسلامي فيه فلا تلصقه به عنوة لغاية في نفسك ولتجد ما تتكلم عنه لتعيب هذا الدين العظيم فقط .

الرق موجود في البشرية والاديان السماوية تحاربه .

نصيحة ، إقرأ أكثر قبل أن تكتب حرفا .

سلام

التاريخ يقول...

مرحباً بالثريا:
قبل كل شيء: شكراً على النصيحة. سأفعل ما نصحتني به.
1. من قال بأن الغرب عموماً وأمريكا تحديداً نموذجٌ يُحتذى في قضايا كالمساواة وتحرير المرأة..وما علاقة المدونة بذلك أصلاً؟ ولكن دعني أسجل هنا بأنهم هناك تكلموا وثاروا وحاربوا العنصرية بكل أشكالها وانتفضوا ضد كل شيء حتى الدساتير والقوانين والنصوص الدينية انتصاراً للحرية والعدالة والمساواة. ومازالت لديهم حركات نشطة في هذا المجال.
بالمقابل، ماذا لدينا هنا؟؟
2. لا تعنيني الخطب العصماء والشعارات الاحتفالية عمّا وعدت به رجالات الأديان. يعنيني ما حدث في التاريخ ويحدث في واقعنا اليوم. وطرحي عبارة عن نقاط واضحة تماماً (باستثناء ربما موضوع توظيف اللون الذي أرجو منك أن تقرأه مرة أخرى). ما أريده هو مناقشة هذه النقاط بشكل عقلاني موضوعي. لا أريد خطباً جديدة كما لا أريد حربا باسم الإسلام والمسلمين.
تقبّل مودتي.

adel يقول...

(غير معروف )

شكرا لك سيدتي على مداخلتك، واتفق معك بأنني احتاج إلى أن أقراء كثيراً في الكتب "الجميلة، والمفيدة، والمتزنة" وأنا اعمل بهذه النصيحة معتقداً بان القراءة وقود الثقافة وزاد المسافر إلى الوعي والإدراك .
عزيزتي : لم أقصد أن أعيب على المتدينين فهذا لا يعنيني بأي حال من الأحوال فالمتدين معتقد لفكرة وهو حر فيما يعتقد. إما وإنني أنتقد الدين لمجرد النقد فهذا ليس من طبعي او غرضي، أرجو أن تقرئي ما بين السطور ومضامينها وعدم الحكم بمجرد انك شممتي رائحة النقد فالشم ليس دليلا، إنما التذوق هو القاطع في الحكم.
أنا احترم وجهة نظرك وكل ما تفضلتي به فهذا حقك فيما تحكمين.
مع العلم بان بعض السطور التي تفضلتي بطباعتها فيها أخطاء مطبعية،ولكن ليس من العدل أن أصفك بأنك طباعة غير جيدة بمجرد الحكم على بعض السطور.
دمتي على خير ...

حارس السراب يقول...

قضية الرق و العبودية ستظل للأبد من ابرز الجدليات التي تربك الطرح الاسلامي فرغم كل التخريجات الدينية لهذه القضية ظلت كلها غير مقنعة و لاانسانية و ضد الفطرة . المصيبة ان اطروحات كهذه تلاقي انكارا مباشرا و سرعان ما يتهم كاتبهابالهرطقة والتجديف . الحقيقة المرة ان الاسلام لم يكن ابدا ضد العبودية او الرق و للأسف ان هذه المسألة بحاجة الى هبة لوثرية تطيح بهكذا نصوص تعادي جوهرية قيمة الانسان وحقه في الحرية

غير معرف يقول...

عبدالله- عبد المعز- عبد المذل.... الخ..
عبد المسيح
عبد الرسول
عبد الحسين
عبد يغوث
عبد ...
عبد ...
عبد ...


اللغة العربية شاهد أيضا على عبودية البشر لأنفسهم عدا عن عبوديتهم المعروفة، لست أدري ما الذي يقولونه في الانجليزية؟
هل يسمي الآباء أبناءهم مثلا slave of God ?

شكراً لطرحك سيدي التاريخ

محب للإنسانية يقول...

وليد،
ترى ماهو شعور الانسان الذي لا يؤمن بالالهة ايأ كان نوعها، وفرض عليه إسم ك "عبدالله أو عبدالرسول"؟ في بلد مسلم لا يستطيع تغيير إسمه الى إسم لا يحوي دلالات عقائدية أو دينية... 

التاريخ يقول...

وليد

لفتة اللغة هذه رائعة وتستحق الدراسة...

هل نستطيع القول بأن العبادة/ الاستعباد/العبودية هي غريزة بشرية: فراغ منشأه الجهل والخوف، يملأه الإنسان وفق ما تمليه ملابسات المحيط الذي ينشأ فيه كالوضع الاقتصادي والاجتماعي والمستوى المعرفي: يعبد هذا ويستعبد ذاك؟
هل اقتصر دور الأديان على توجيه هذه الغريزة إلى الوجهة التي تراها أنسب؟
هل للنضج المعرفي والحضاري علاقة في اختيار المعبود أو الانعتاق منه؟


شكراً على المرور.

التاريخ يقول...

سيدي حارس السراب

إلى أي مدى نجحت الهبة اللوثرية في أن " تطيح بهكذا نصوص تعادي جوهرية قيمة الانسان وحقه في الحرية" في موطنهاالأصلي؟

حارس السراب يقول...

يبدو لي انه رغم عودة الدين بقوة في الغرب و الدور المشبوه للكنيسة في كثير من بقاع العالم الا انني لا زلت مصرا على رأيي وهو ان بعض النصوص المهيمنة في حالتنا الراهنة ( وهيه ما حاله البر ) الان حول حرية الانسان وحقوقه الكاملة تطورت بشكل افضل حينما جرى اسكات النصوص المشابهة في الغرب و الغرب حتما ليس جنة الارض حتى في الحريات و المساواة لكن على الاقل لن تقع ضحية وضعية " العبد و البيسر و الخدام " و كل تلك الاقصاءات التافهة التي يتفنن رجال الدين المسلمون في وضع تخريجات عجيبة لها وبدعم من النص نفسه

التاريخ يقول...

مرحباً بك مجدداً يا "حارس السراب"...
أنا معك في كل ما ذكرته..
أود فقط التأكيد على أن الدين ما هو إلا بعد واحد فقط من أبعادنا الثقافية في عمان.. صحيح بأنه من أقوى الأبعاد وأكثرها تغلغلاً في نسيجنا الثقافي، ولكنه ليس المؤثر الوحيد.
اللغة أيضاً بعدٌ لا يقل أهمية كما أشار الأستاذ وليد النبهاني في مداخلته..
وهناك أبعاد أخرى كالعادات والتقاليد والقوى الاجتماعية. إضافة طبعاً إلى الأبعاد المادية المتعددة..
أخشى فقط أن نحمّل الدين ما لا يحتمل، لنصبح تماماً كرجالات الدين ولكن من الجانب المعاكس. كما أخشى أن نرجو من الدين ما لا يرتجى متناسين الأبعاد الأخرى في حياتنا، ونصبح أيضاً مثلهم تماماً..
مسألة الرق مسألة كانت قائمة قبل الإسلام كما أشار الأستاذadel وهي بالتالي بحاجة إلى انقلابات على مستوى الدين واللغة والمادة والمجتمع والسياسة والاقتصاد، والتفكير..
ولذلك سارت المسألة في الغرب بخطىً وئيدة ولم ولن تكتمل إلى أمد طويل.

شكراً على الدخول الجميل.

عماني في أمريكا يقول...

يا أخي الكريم "التاريخ"،

ها أنا أمر على هذه المدونة لأول مرة، وأود أن أشكرك على هذه الكتابة العقلانية و الموضوعية الجميلة.

كثيرا من هذه الأفكار دامت تتوغل في باطني لفترة، ولكن مع الأسف من الصعوبة طرحها للمناقشة في المجتمع العماني. يا ليت المجتمع يتفتح نوعا ما لتناول التناقضات السائدة فيه....

تمنياتي لك بالتوفيق، و دوما إلى الأمام...

التاريخ يقول...

أستاذي العزيز "عماني في أمريكا"

أولاً شكرا على دخولك إلى "التاريخ"..

طرح المواضيع التي تصنف بأنها شائكة أو صعبة كما تفضلت يتطلب منهجين على الأقل: المنهج التفاوضي، ومنهج "العلاج بالطرق"، وهما يكملان بعضهما. المنهج التفاوضي يشتغل على التحرك البطيء الممنهج على تخوم الأشياء والأفكار كتناول قضايا المسكوت عنه أو المختلف عليه، والعلاج بالطرق هو أن تتطرق طرقاً خفيفاً على مواضع بعينها كي تتبين وتُبين للسامع/القارئ مدى خوائها.
لا أقول هذا الكلام فضحاً لمنهجي أو تفاخراً به، ولكن كي أقدمه خفيفاً شفافاً يمكن اتباعه لمن أراد كما يمكن الرد عليه بمناهج مشابهة لا تعتمد على التجريح الشخصي والشتم والتباكي على الأطلال.

أشرك مرةً أخرى.