فيما كان وما سيكون

الاثنين، فبراير 28، 2011

في الإعلام العماني مجددًا..

لم انتبه لها كثيرًا حين كانت ابنتي تسألي مساء أمس:"وين قناة عمان في تلفزيونا"
سألتها ببرود وبخجل من أضاع الجواب: "ليش"؟ قالت: أريد أتابع اللي صاير في صحار، يقولوا ان الشرطة قتلت واحد هناك!!
هي الصف العاشر ولأول مرة تفكر طوال السنوات التي مضت في فتح التلفزيون على القناة العمانية.
أضع هذا الدرس على طبق من ذهب وأقدمه إلى وزير الإعلام..
سنوات طويلة ونحن نهرب من الإعلام العماني: نهرب من الركاكة والضحالة والسطحية. نهرب من الدجل والتطبيل والخواء والنفاق السياسي والتضليل الاجتماعي. سنوات ونحن نتوارى خجلًا من إعلامنا: من الشخصية النمطية التي يرسمها، ومن رسالاته المعلبة العقيمة، ومن همومه التي لا تلامس همومنا ولا ترقى إلينا.
لم أساعدها في البحث عن التلفزيون العماني بين ركام القنوات، لا أريد أن يشوّه طفولتها ما شوّه طفولتي، وأن يحبطها ما أحبطني...
سوف أحتضن ذلك الذي سقط قتيلًا في صحار، وسألفه بعلم بلادي، وأطبع قبلة على جبينه وعيناي تفيضان بالدمع، ولكن دون أن أسمح لوزير الأعلام أن يرى المشهد.
سوف لن أقدم له هذا الدرس حتى في قفير: وزير الإعلام مسؤول عربي، وعلمتني التجارب أن المسؤولين العرب لا يتعلمون من التجارب.

عن الثورات


أولًا:
تعود هذه المدونة للحياة من أجل الوطن ومن أجل التاريخ. بعثتها الثورات في أرض الكنانة وتونس وليبيا. فشكرا لهم.
عن الوضع في صحار:
حتى لو آمنا بالخطاب البايت للإعلام العماني بأن الذي حدث في صحار كان شغبًا وتخريبًا، فرأيي بأن الحكومة العمانية هي المسؤولة عن هذا الخراب. فببساطة شديدة الحكومة هي من أوصل الشباب إلى هذه اليوم دون أن تُعدهم له.
أصغر أبناء "النهضة" اليوم عمره 41 سنة، والدولة هي من كان يمارس دور التربية والتعليم. فلو كانت التربية سليمة والتعليم سليم لعرف هؤلاء الفتية كيف يحتجون وكيف يتظاهرون. الأهم من ذلك، لو كان هناك نظام تعليمي واقتصادي وسياسي حقيقي لما احتجنا للدخول أصلًا في قضية المخطئ والمصيب.
تهلهل المنهج الدستوري، والنظام التعليمي، وغياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية وغياب الإعلام الفاعل الحر: كل ذلك أوصل البلاد إلى هذه المرحلة.
ثم أن المطالب والاحتجاجات لا يمكن اختزالها في دوار الكرة الأرضية بصحار أو مكتب واليها أو قائد شرطتها..
وما لم يبدأ الإصلاح اليوم والآن، سيرتفع سقف المطالب يومًا بعد يوم، وستتغير لغة الخطاب، وستظهر انقسامات جهوية مناطقية خطيرة ولا رجعة فيها.
الزمن الآن يُقاس بالثواني، والتاريخ يكتبه الشارع، والمستقبل يرسمه من يتدخل الآن لوضع إطار قانوني اقتصادي فاعل وواضح للخروج من هذه المحنة الوطنية.
لم يزل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان هو المرشح الوحيد والمصداقية الوحيدة والمرجعية الوحيدة والقدرة الوحيدة لمثل هذا التدخل. لقد لملم أطراف عمان عام 1970 وأخرجها "كما الشعرة من عجين" من بين براثن الشيوعية ومطامع الرأسمالية ورجعية الخطاب التاريخي والقبلي والطائفي.
وللحديث بقية...
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا..