فيما كان وما سيكون

السبت، مارس 05، 2011

دعوة بعض الوزراء للرحيل

لنقل بأنه من الصعب سياسيًا التنازل عن بعض الوزراء المخضرمين خصوصًا في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ العماني؛ لقد خدموا الدولة طويلًا، وعلى أكتافهم قامت مؤسسات عديدة، رحلوا عنها إلى غيرها وبقيت فيها آثارهم وفلسفاتهم وحتى أنماط إدارتهم...
لقد خدموا حتى أصبح الوضع الاقتصادي لعمان امتدادًا لاقتصادهم هم، والوضع المالي امتدادًا لأموالهم وكذلك الوضع الإعلامي والوضع الاجتماعي، وحتى سياستنا الخارجية أصبحت امتدادًا لسياستهم هم.
ولهذه الأسباب بالذات أرى بأن هؤلاء الوزراء أصبحوا جزءًا من المشكلة بدلًا من أن يكونوا جزءًا من الحل، وأصبح رحيلهم حتميًا من أجل عمان ومن أجل السلطان، بغض النظر عن خدماتهم الجليلة وتاريخهم الحافل بالعطاء.
وإذا كان السلطان قابوس يراعي الكثير من الأبعاد والاعتبارات في قرار رحيلهم، فلنا أن نتساءل ماذا ينتظرون هم كي يبادروا بالرحيل؟
ليس لدي آلية واضحة للقيام بذلك، لأنها ستكون سابقة في تاريخ عمان السياسي الحديث، ولكن أترك الوسائل لهم: عليهم القيام بذلك فورًا بطريقة وطنية لبقة.
حتى وإن قلت بأني لا أشكك في نواياهم، ولا أملك أي دليل على أطنان التهم التي تُكال عليهم، ولا أي مبرر عقلاني واضح للاحتقان الشارعي ضدهم، ولكني أرى بأن النوايا الحسنة وحدها لم تنفع في بناء الوطن، وأرى التهم تحولت إلى مظاهرات والاحتقان تحول إلى شغب، وكرة النار تزداد تسارعًا وتوهجًا يومًا بعد يوم: سقط قتلى وجرحى، اندست بيننا عناصر تخريبية، بعض الشركات العالمية في صحار بدأت تغلق أبوابها، بدأت أمريكا (وما أدراك ما أمريكا) توصينا بضبط النفس، سوف تبدأ قريبًا بعض المسيرات الانفصالية وفق المنطقة والمذهب والقبيلة.
من أجل كل ذلك، وقبل الخراب الكبير، من أجل المرحلة ومن أجل الوطن ومن أجل جلالة السلطان، وباسم ما اكتسبوه وما كسبوه أقول لهم بأنها ساعة الرحيل: ضعوا خبراتكم ومقدراتهم بين يدي جلالة السلطان واخرجوا من الدوائر المحتقنة، وسوف يسجلها لكم التاريخ بأحرف من نور.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

رائع

أتمنى من يوصل هذه الرسالة وفورا...

الكون المجازي يقول...

تحليل موفق ، وبرحيل هؤلاء ربما تنجبر نفوس البعض

غير معرف يقول...

أخشى أن ما في عمان من فساد متراكم في كل المؤسسات يحتاج إلى سنوات ليهدأ الناس....
تم إزاحة مكي بوزارته...ومقبول وغيرهم ولكن هل ستتوقف الاعتصامات؟
هناك دود ينخر في كل مؤسسة واعتقد وقد أكون مخطأة ولكن من لديه فرصة للمطالبة فليطالب الآن وإلا فليصمت للأبد لأن الفرص لا تسنح دائما