· هل تعاني الأنثى من مشكلة في الواقع العماني؟
· نعم يا سيدي، مشاكل وليس مشكلة واحدة، وفي كل واقع وليس الواقع العماني وحده.
· أين هي المشكلة؟ هل في الصحة أم في التعليم أم في الاقتصاد أم في التربية أم في العدل...؟؟؟
· طبعاً لا: هذه نتائج المشكلة وليست أسبابها.
· أين تكمن المشكلة إذاً؟
· المشكلة تكمن في عقل الذكر وتنبع من هناك، ومن هناك تسربت إلى كل شيء وأتت على كل شيء (حتى على عقل المرأة)...
المشكلة تكمن في ذكورية الثقافة وذكورية اللغة وذكورية الدين وذكورية السلطة وذكورية الذكر التي تحاصر الأنثى وترسم لها ملامح أنوثتها، ترسمها بها وعنها.
المشكلة تكمن في إن المرأة، ككائن مستقلٍ وفاعلٍ وممتلئ بذاته، كانت عبر العصور ولم تزل كائناً مفعولاً به وامتداداً عضوياً للذكر ووعاءاً مفرّغاً من محتواه ليملئه الذكر ويمليه، كائناً متلقياً منفعلاً مفعولاً به: لغوياً وجسدياً وأخلاقياً وفلسفياً واجتماعياً ونفسياً.
المشكلة تكمن في وضع اليد وفي الملكية وفي التشيىء: في أول ذكرٍ وضع سياجاً مادياً على قطعة أرض وقال هذه ملكي ووضع سياجاً معنوياً على قطعة جسدٍ وقال هذه ملكي. من تلك اليوم والذكر يفكر عنها ويبنى معارفه عنها ويبني لغته وفلسفته وثقافته ودينه عنها، دون أن يدرك هو، أو تدرك هي، بأنه كان يبني كل ذلك بها وعليها.
المشكلة تكمن في السيد داروين ونشوءه وارتقاءه: في ضآلة حجم المرأة وفي وظائف الأعضاء وفي هشاشة العظام وهشاشة الروح وفي الغدد الدمعية واللمفاوية وفي الهرمونات والنتوءات التي تُذّكر الذكر بذكوريته وتذكر الأنثى بأنوثتها.
المشكلة تكمن في الضلع الأعوج والمتاع والوطء وملك اليمين وزينة الحياة الدنيا، وفي التراكمات والتداعيات الفلسفية والدينية التي وضعت المرأة كائناً مخبرياً مورست عليه كل هذه التجارب الفاشلة.
المشكلة تكمن في لأستاذ فرويد وفي نظريته في التحليل النفسي، التي وضعت الأنثى امتداداً لنفسية الذكر وصورة سالبة (Negative) لصورة الذكر، وجسداً ناقصاً مبتوراً: تحسد الذكر على أعضاءه التي لا تملك مثلها.
· كيف يمكن الإصلاح والحال هذه؟؟
· إن أي إصلاح لا يبدأ بالعقل الذكوري والثقافة الذكورية واللغة الذكورية والدين الذكوري هو إصلاح ناقص، وربما قد يأتي بنتائج عكسية. فمثلاً، الحركات النسوية، وما يُسمى بتكريم أو تمكين المرأة يثير بدون شكٍ حفيظة الذكورية الكامنة، ويؤدي إلى ارتدادات لا تحمد عقباها، تعزز السطوة الذكورية أكثر مما مضى.
· هل تعاني الأنثى من مشكلة في الواقع ؟
· لست أدري: ربما الرجل هو من يعاني، ربما هي سنة الكون.
دعيني أفكر عنكِ ..وأشتاق عنك ِ ..
وأبكي وأضحك عنكِ
وألغي المسافات بين الخيال وبين اليقين ..
دعيني أنادي عليك بكل حروف النداء ..
لعلي إذا ما تغرغرت باسمك من شفتي تولدين